ألأستثناء قد يكون الأصح أحياناً تماشياً مع الجمال الذي خلقه الله و الجمال الذي يصنعه الانسان بالعلم.

ألأستثناء قد يكون الأصح أحياناً تماشياً مع الجمال الذي خلقه الله و الجمال الذي يصنعه الانسان بالعلم.
نقول للاستاذ إسماعيل فقيه أنه يصعد و يصعد و يصعد في إعلامه عن قيمة الفن و المواهب و الابداعات، كما في الموسيقى و المسرح، كذلك في كافة ميادين الفن و علومه.
و ها هو اليوم و بجهوده المتواصلة يكتب عن ظاهرة عصامية في المسرح الفطري المحترف و هو حسن علاء الدين (شوشو).
و بالرغم من ضلوعي العميق في الموسيقى دبت في خاطري الخبرات التي اكتسبتها على مدى ثلاثين سنة في تدريس الصوت و الغناء و الالقاء و الصوت التمثيلي و قراءة نشرات الاخبار و الخطابة في معهد الفنون الجميلة من مداخلها الموسيقية كفنون مسموعة مع الموسيقى في حياة الناس، و من رحمها ولد كتاب ” الصوت البشري آلة عبقرية”. لاقول كلمتي في هذا الصدد.
ماذا أقول عن “شوشو” و هو حكى عن نفسه و أثبت أنه فنان عبقري كبير في عقد من الزمن و تشابه مع المؤلف الموسيقي النمساوي العبقري وولفغانغ آمادايوس موزارت، و قد توفي الاثنان في سن مبكرة في منتصف العقد الرابع من العمر أي حوالي ٣٥ أو ٣٦ سنة.
و بهذه المقارنة لعبقريين من ميدانين مختلفين في الفنون، يمكننا أن نقول انهما دخلا تاريخ الابداع بجدارة عالية بفترة قصيرة من الزمن، فكيف لو قدر ألله أن يعيشا عمراً طويلاً؟
كان لدى شوشو موهبة الهية تضاهي بعطائها على مدى عقد واحد من الزمن و تزيد عما أعطاه كثيرون ممن عاشواً زمناً طويلاً يفوق عمر شوشو بأضعاف.
هذا يعني أن شوشو أدى رسالته بسرعة فائقة و عاد إلى الله كما فعل العبقري موزارت و ترك إرثاً ظاهرياً كمادة للدرس و التمحيص لأجيال قادمة.
و لكي لا نطيل أو نكرر ما قيل في هكذا فنانين ندرج عناصر العطاء الفني المسرحي الفطري الظاهري كما يلي:
١-ألموهبة
٢-ألرغبة بالموهبة
٣-ألعطاء الزمني الكامل للموهبة
و هذه كلها تميز بها حسن علاء الدين. أما مقومات الفن التعبيري التمثيلي المسرحي من المنظار الاكاديمي فتأتي على الشكل التالي:
١-تمثيل الشخصية المقصودة
٢-إحتراف الحركة الجسدية
٣-إتقان فن النطق التعبيري التمثيلي المناسب
٤-مرونة التعبير الاحساسي في الوجه
٥-تطبيع الشخصية في الممثل
٦-مهارة التعبير الواضح في الكلام و الصوت و اللغة و حركة الجسد و تعابير الوجه في آن
٧- مهارة تحسس المشاهدين و الاداء المناسب
٨-سرعة البديهة
و هذه أيضاً تميز بها شوشو.
كل ذاك له أساس الفعل الفني المسرحي بشكل عام و يتيح للمواهب اكتساب المهارات بالدراسة و التمرس و نيل الشهادات ليبقى النجاح مرهوناً بقدرة الفنان الدارس على الإمساك بوحدة تلك العناصر حيث من يفوز بها يكسب الناس و من يهمل عنصراً واحداَ منها يخسر الجمهور.
شوشو أي حسن علاء لم يدرسها فجاءت في موهبته الظاهرية التي ليست بحاجة إلى تركيب العناصر بل تحتوي عليها في وحدتها الطبيعية لتصل للناس دون تصنيع أو تصنع.
و هكذا شوشو ما زال موضوعاً للدراسة و البحث و التحليل لكي يحصل استنباط مزايا موهبته و وضعها في مواد و مقررات تعليمية في المعاهد و الجامعات.
و لكن لو قدر لشوشو أن يقوم بأداء شخصيات طلبت منه و لم يكن هو صانعها من قماشة شخصيته لفشل ربما و بانت آنذاك أهمية التعليم و التخصص في فن التمثيل المسرحي و السينمائي.
و هنا نقول أن التشابه معقول أما التطابق فمستحيل، و قد أدى شوشو ما يتفوق في إتقانه و ترك ما ليس في مقدوره لفنانين آخرين من أهل المواهب و العلم و الاختصاص.
مع شوشو لا ينتهي فن التمثيل المسرحي و السينمائي بل تتكامل موهبة كبيرة بأعمال ناجحة، و هذا ما يجب على كل فنان أن يقدم ما يلمع فيه و يبتعد عما يصعب عليه فينشأ النجاح و يتم العطاء.
شوشو أسس منهجية النجاح الذاتي له شخصياً و هي التي تلتقي كموهبة فطرية من ناحية، مع المواهب الدارسة و المتخصصة من ناحية ثانية.
و هكذا دخل شوشو التاريخ معطاءاً كبيراً لمدرسة تخصه إلى جانب مدارس أخرى فاعلة مع غيره لا تحصى و لا تعد.
(بقلم البروفسور سليم سعد)