(بقلم البروفسور سليم سعد)

ألكاتب أسماعيل فقيه لا يغفل عن مادة إغناء المعارف و الثقافة فقدم اليوم شخصية فنية مرموقة تتمثل في الفنان العصامي رفيق حبيقة.
رفيق حبيقة واحد ممن انتقتهم الموسيقى ليعمل فيها دون حدود بعطاء واضح المعالم و التنوع الواسع.
ألموسيقيون يقعون تحت تصنيف إحترافي متخصص أَو متمرس بإحدى المهارات الموسيقية التي ندرجها كما يلي:
١-عازف محترف
٢-مطرب أو مغني
٣-ملحن
٥-قائد فرقة موسيقية
٦-قائد أوركسترا
٧-مؤلف موسيقي
٨-باحث و منظر موسيقي

و حيث أن هذه المزايا كلها لا تنطبق عليه كاملة با بعضها فإن رفيق حبيقة لم يتخصص بالموسيقى إنما عمل في الموسيقى متدرجاً من هاوٍ إلى ملحن و عازف كمان و عازف عود وصولاً إلى رئيس فرقة أو قائد فرقة موسيقية بالإضافة إلى تعلمه الذاتي للكتابة اللحنية الموسيقية حتى درجة إحترافها في الميدان الموسيقي الشرقي و العربي.
و للتصويب إن كلمة “أوركسترا” لا تنطبق بمعناها الرسمي العلمي و العالمي على أية فرقة موسيقية عربية أو شرق عربية، بل هي محصورة في الاوركسترا الكاملة العالمية التي تشترط ما يلي:
١-كتابة بوليفونية و هارمونية
٣-تكامل الآلات على أنواعها
٤-الكتابة المفتاحية بحسب تصنيف الآلات بين نفخية مختلفة المقام أي عندما إحداها تؤدي مثلاً، نغمة “دو ماجور” توازيها الأخرى بذات النغمة اللحنية إنما بكتابتها في “ري ماجور” بدلاً من “دو ماجور” بحسب مبدأ هذه الآلات. و هكذا دواليك… كذلك الاختلاف المفتاحي بين آلات العائلة الواحدة من الآلات الوترية ذوات القوس، مثلاً، من عائلة الكمان حيث تكتب على مفتاحين على الأقل في العمل الواحد: مفتاح “صول” و مفتاح “فا” (على مختلف مستوياته) . ناهيك عن الكتابة العالمية للآلات الإيقاعية على أنواعها التي تتطلب رموزها العديدة الثابتة و الآنية العرفية التي يتطلبها العمل المكتوب في حينه.
كما أن الاوركسترا تتطلب قيادة متخصصة في البداية و تتدرج على السلم الخبرات التطبيقية.

لذلك في التصنيف العالمي أيضاً لا يطلق إسم أوركسترا على أية فرقة موسيقية حتى لو بلغ عددها العشرات إذا نقص منها فئة واحدة أو أكثر من آلات الأوركسترا فيطلق عليها إسم مجموعة “آنسابل” Ensemble. كذلك التلحين الموسيقي لا يعني التأليف الموسيقي بالمعنى العالمي الذي يشترط ما يلي :
١-إبداع الفكرة الموسيقية
٢-تحديد الشكل التأليفي
٣-مهارة الكتابة لكل الآلات في الأوركسترا الكاملة بالمعنى العالمي السالف الذكر
٤-معرفة قدرات كل آلة موسيقية على حدة حتى في العائلة التقنية الواحدة.

لذلك كل من يدعي التأليف الموسيقي و لم يكتب هو بذاته للأوركسترا و لكل آلاتها فهو مؤلف مزيف حتى لو كان ملحناً ماهراً.
بعد هذه التوضيحات و في مسار إنصاف المرحوم الفنان الكبير رفيق حبيقة لا بد من الوقوف عند كبر هذا الفنان المعطاء الذي شكل حالة عصامية خالدة في الميدان الابداعي الموسيقي و هو الذي عزف و لحن و قاد الفرق الموسيقية و كتب بدقة بالغة النصوص الموسيقية التي لحنها أو أدرجت في توزيعه لأعمال موسيقية مونودية(لحنية ذات الخط الأدائي الواحد). فكيف إذا كان استاذ نفسه و أستاذاً تلقينياً و مدرباً لكثير من العازفين و المغنيين.
رفيق حبيقة ترك منهجية يخلدها التاريخ في إعداد و تلحين و توزيع و أداء الكثير من الأعمال الموسيقية الغنائية ذات الوقع الجميل و الذي حفر رسمه في ذاكرة الفنون الموسيقية.
بقلم البروفسور سليم سعد