ولدت مع الشعر في بيت يشجع على الادب
لبنان من محمد درويش ٠٠ يقول الاعلامي الشاعر حسن م عبد الله في المقابلة
ببساطة أنا صحافي وكاتب. نشأت في أحياء مدينة صيدا ومناخاتها الرحبة الدافئة. كان نبراسي العلم بتوجيهات أبي وأمي وتوقهما إلى المعرفة والتطور. تخرجت من كلية الصحافة في بيروت وبعدها من جامعة السوربون في باريس، ودرست في كليتي إدارة الأعمال والعلوم الإجتماعية.
كنت أرغب في أن أكون طبيبا، لكن أنت تعرف أن حدود العائلة متوسطة الدخل لا يمكنها من ولوج كليات الطب في هذا البلد الظالم.
نشأت مسيسا وكأبناء جيلي وإندفعت في النضال السياسي ضد الطغمة الحاكمة في لبنان، ومن ثم النضال العسكري ضد الإحتلال الإسرائيلي.
عام 1978 دخلت عالم الإعلام من باب محاولاتي الأولى في كتابة الشعر. كنت أرسل نصوصي إلى مسؤول الصفحة الثقافية في جريدة السفير فلاحظ تميزا في الكتابة ودعاني إلى العمل كمراسل في صيدا. منذ ذلك التاريخ غرقت في العمل الصحافي لكنني لم أتخل عن النص الشعري. المحاولات الأولى تطورت ولم تتحول إلى نص شعري إلاّ في عام 2000.
لماذا تكتب الشعر؟
صراحة وُلدت مع الشعر في بيت يشجع على الأدب والعلم، وكنت محاطا بشعراء مثل إبن خالتي الشاعر الراحل محمد العبد الله وشقيقي علي وخالتي سكنة العبد الله والكثير ممن كانوا في ميحطي العائلي.
الكتابة في عُرفي تمثل دفاعا عن النفس ضد العجز والموت والظلم. والشعر أحد أدوات الكتابة الحرة ويتلاءم مع روحي وبيئتي وتكويني الثقافي.
أكتب الشعر لأفسّر الوجود والمجتمع والعلاقات والأحداث والخيال. نصّي عبارة عن محاولة لرفع الأنقاض من حولي ولتفسير ما يجري باللغة والأفكار الجدية والعميقة حتى في موضوع المرأة والحب.
تكلم عن دواوينك الشعرية عددها عناوينها تاريخها قصصها؟
صدر لي حتى الآن ” صور الوله ” عام 1999 وهو تجربة توخّت إنقاذ نصوصي المبعثرة. إكتشفت ذات يوم أن في زوايا البيوت التي سكنتها نصوص وأوراق وقصاصات تحمل ما كتبت عبر سنوات. قلت لأضعها في كتاب يوثقها.
كتابي الثاني ” مولانا الغرام” عام 2015 عن دار الفارابي. في هذا الديوان بدأت تجربتي تتشكل وتتوضح، بمعنى أنني بدأت أكتشف المسار الذي علي سلوكه.
الكتاب الثالث هو ” الكائن والساحر والمتكلم” عام 2019 ، وهو عبارة عن نصوص مختارة ترجمت إلى الألمانية عن دار شاكر في ألمانيا ترجمها الأديبان الصديقان كورنيليا تسيرات وسرجون كرم.
حدثنا عن تجربتك في الصحافة ثم في الميادين؟
كما ذكرت سابقا بدأت عن طريق النصوص الأدبية. عملت مراسلا للسفير من صيدا ثم إلتحقت بجريدة النداء ومنها إلى بيروت.. بإختصار تحولت الصحافة إلى مهنتي الأبدية للأسف! ولكنني لم أكتف بالبقاء في الصحافة المحلية فسافرت وعملت في مؤسسات عربية ودولية في باريس ولندن والكويت والإمارات وذهبت لتغطية حروب في بغداد وكوسوفو وجنوب لبنان..الخ. المهم أنني نجحت إلى حد ما في أكوّن موقعا وإسما وشَغَلت مناصب عديدة، آخرها رئيس القسم الثقافي في فضائية الميادين التي وضعت الثقافة في إستراتيجيتها ومنحتها مساحات واسعة في البرامج والأخبار خلافا للمنطق السائد في الفضائيات العربية التي قلما تقدم إعلاما ثقافيا. الثقافة بالنسبة للميادين هدف حيوي وجزء من معركة الوعي والهوية.
ما ذا تقول في كورونا وهموم لبنان ثم ماذا عن الغد؟
فضح الوباء الإنسان وكشف عجزه أمام الطبيعة. ظهر الإنسان عاريا وخائفا وقلقا. الوباء حطم أسطورة الرأسمالية الغربية وقدم إجابة واضحة عن وحشية الأنظمة النيوليبرالية، أقصد الغرب الإستعماري المتوحش الذي دمر البيئة وظلم الشعوب، ووقع أخيرا في براثن الفايروس.
الغد؟ أعتذر عن عجزي عن رؤية ما ينتظرنا. اللايقين هو المتحكم بالبشرية. لم تعد الكرة الأرضية صالحة لإستمرار النظام العالمي القائم. إما أن يُحطم هذا النظام الإمبريالي القاتل وإما فإن الفناء هو ما ينتظرنا بحسب علماء يُعتدّ بهم ويقولون إن المسار الحالي للبشرية بعبثها وجشعها وتحكم أنظمة الأوليغارشية بمصيرها آيلة إلى الفناء ولا سيما في موضوع البيئة التي بدأت تلفظ أنفاسها ببطء مرير.
هل تحب الانثى؟
ومن لا يحب الأنثى يا صديقي. هي ماء الحياة وقوة الإستمرار والجمال واليناع والأمل. لكنني حين أحبها أريد أن أرفع عنها الظلم والأسى الناتج من طبيعة الأنظمة القمعية والحصار والبِنية التي تضعها في مرتبة أدنى من مرتبة الرجل.
لن تتقدم أمتنا إلا إذا رفعنا المرأة من حفرة التخلف والجهل والسيطرة التي يتحكم بها الرجل.