الخطر على لبنان ليس من الداخل فقط بل من الخارج ايضاً، وفق ما أكدته لـ«الجمهورية» مصادر ديبلوماسية، وقالت انها تشعر بخوفٍ عاجل وخوف آجِل. فالخوف العاجل مردّه الى انّ لبنان والمنطقة بأسرها دخلت في ما يمكن ان يسمّى أسبوع الاحتمالات الصعبة، وهو الاسبوع الفاصل عن موعد التسليم والتسلّم بين ادارة دونالد ترامب وادارة جو بادين، حيث انّ الخشية تتزايد من ان يُقدم ترامب على زرع لغم كبير امام ادارة بايدن في اي مكان في المنطقة يؤدي الى إشعالها.
امّا الخوف الآجل، كما تقول المصادر، فهو ممّا بعد 20 كانون الثاني، إذ انّ كل الاطراف الاقليمية والدولية دخلت مع الانتخابات الاميركية في ما يشبه حالة ترسيم حدود نفوذ كلّ منها، لِما بعد 20 كانون، وكل طرف يحاول ان يجمع أوراقه، من الروس الى الايرانيين الى الاسرائيليين، والتحشيد الخليجي، والمصالحات الخليجية وتحصين جبهة التطبيع. والمعلوم انّ مثل هذا الترسيم لا يتم عادة على البارد، بل على الساخن. والواضح انّ المنطقة امام مجموعة فتائِل يجري إشعالها، وهنا ينبعي الرصد الدقيق للصورة الايرانية. واكثر ما تتخوّف منه هذه المصادر الديبلوماسية هو ان يكون عنوان مرحلة ما بعد تسلّم ادارة بايدن الحكم في الولايات المتحدة الاميركية، عودة الصدام المباشر بين الولايات المتحدة وروسيا، والذي قد يأخذ اشكالاً مختلفة، وخصوصاً في المنطقة، وتحديداً في سوريا وايران.
وأكدت المصادر «أنّ لبنان يقع ضمن هذه النقطة الساخنة، وفي وضعه الحالي الفاقد لكل اسباب الحصانة والمناعة، لن يكون اكثر من ورقة ترنّحها التطورات ذات اليمين وذات اليسار. وسيكون، بالتالي، أول وأكثر من سيدفع الثمن».