الحاج عباس نصّار: 1864 م / 1944 م
هناك قصة عن بلدة العباسية الأم ، لا بدّ من ذكرها كي لا تمحوها السنون وتميتها الذاكرة، ذكرت على شفاه قلة قليلة ممن بقي حيا من كبار أبناء البلدة ، تواترت على السنتهم كثيرا أثناء مقابلتي لهم فهم يروون :
أنّ الحاج عباس نصّار ، وهو حفيد الشيخ ناصيف نصّار البطل العاملي الكبير ( 1190هـ ) ، كان من أوائل من هاجر من أبناء البلدة الى الأرجنتين وكان إنسانا ميسورا وكريما فاضلا يساعد أبناء البلدة ، وبعدما كان الاتراك يملكون الأرض كعطية للسلطان ، كان السلطان يوهب هذه الأرض لبعض الاقطاعيين ، الذين كانوا بدورهم يعاملون الناس بالسخرة ، وهنا وفي هذا السياق يروي الحاج ابو علي : أنّ والده كان يعمل لمدة 6 اشهر ناطورا للأراضي الزراعية في العباسية ،التي كانت قد سيطرت عليها الاقطاعيات ، بمرتب نصف سنوي لا يتجاوز أل 30 ليرة ، وفي عهد هذه الاقطاعية أرادوا أن يصادروها ويصادروا جميع الأراضي العائدة للبلدة ، فقام بعض أعيان البلدة بزيارة الحاج عباس نصّار لمساعدتهم خوفا من أن يتملكها رجال الإقطاع ، فكيّل لهم ” نصف مد ” من الذهب الخالص ، وأعطاه لهم ، وقام بشراء الأراضي وأعادها للفلاحين ،الذين دفعوا ثمنها كل حسب حجم الأرض التي يريد أن يزرعها ، وهكذا كتب لهذا الإنسان هذا العمل الكبير الذي يجب ألاّ ينسى من ذاكرة الأجيال.
وهنا نذكر مختار بلدة العباسية عام 1932 م الحاج ابراهيم أحمد جعفرالذي ضم المشاعات الخاصة بالأراضي الى البلدة وأمن شراء الأراضي حواى 5000 دونم من المشاعات ، وقد كان له معرفة وثيقة بالمطران خريش ، وقد استضاف لجان مسح الأراضي في منزله لعدة أيام لتشمل أراضي العباسية مساحة حددت مكن بلدة طيردبا الى منطقة السكرا قرب برج رحال وما يوازيها تقريبا من منطقة الساحل، وهو الذي لم يجعل أي من الإقطاعيين والغرباء من التحكم بالأرض وبمساحة البلدة .