خلاصة العام! .. خلاصة ما أريده لنفسي في هذا العام، أن أكون صادقًا! صادقًا مع نفسي والناس! جٌلّ ما أريده أن أكون صادقًا في ما كتبت!

خلاصة العام!
خلاصة ما أريده لنفسي في هذا العام، أن أكون صادقًا! صادقًا مع نفسي والناس! جٌلّ ما أريده أن أكون صادقًا في ما كتبت!
صادقًا في ما فعلت! في ما أظهرت، صادقًا في ما كرهت وما أحببت! واضحًا كالشمس في مشاعري، مواقفي، كلماتي، صوابي، زلّاتي وهفواتي، حزني وفرحي، غناي وفقري، منطقي، مقصدي، وإعلاني وسريّ!
جلّ ما أريده أن أكون أناي! أنظر في مرآة واحدة هي بيني وبين الناس، من دون توشية أجمّل بها باطني أو زخرفة أزيّن بها خارجي، من أجل الناس!
فأنا الفرد الذي أستطيع أن أملأ أوراقي بالقصائد، بالنوتات، بالأقوال والأفعال والأثقال والأفكار، أن أختار لذاتي أجمل صورة أقدّمها للناس، من أجل الناس! أن أسرح بين الناس ملأى قواي، عسى أن أقتات منهم على جملة حلوة إليّ تُلقى، وردة جوريّة إليّ ترمى، وزيادة في سيرتي الذاتيّة تجعلني كبيرًا، عظيمًا، مشهورًا بين الناس! بلى! أستطيع بسهولة بالغة أن أكون كاذبًا، وصُوليًّا، مجاملًا، أتخفّى تحت ستار الليل الذي يؤرّقني كي أبدو نجمًا في واقع الناس!
ولكن! أنا لست سوى عابر سبيل لم تسقط ورقته الأخيرة بعد! ولسْت سوى رقم يتناقص وعدّاد الأيّام، لن يوقفه عزّ قصر يٌشرى، ولا ذلّ كوخ يُباع! أنا الجسد الذي أثخنته الجراح، فحاولت أن أداويه ببعض ما اقترفته يداي!
وأنا النفس التي حلّقت في منامها ثمّ عادت! ثمّ حلّقت ثمّ عادت، وما زلت حائرًا في لجم انقضاضها على كلّ الشهوات الزائفة! فغلَبَتْني في مواطن، وغلّبَتْني في أخرى، وهزمتها في اليوم الذي كنت فيه صادقًا وحسب!
علّمني العام أنّ الموت هو الصورة الأولى والأخيرة، وأنّ الحياة تقتلها شرقة، وأنّ حكاية الإنسان تُطوى حين ينام الناس، وأنّ زرْع الجمال في القلوب من دون اقتنائه قبح، وأنّ بذر الخير من دون ارتواء الماء شرّ! علّمني العام أنّ الحياة علّة، وأنّ النجاة بسجدة، وأنّ الخبر العاجل حين يُباغتنا سيتلقّفه الناس، يحزنون لبرهة، وينسون!
وأنّ خلاصة ما في العمر أنّه سينتهي بهفوة، بسقطة تتبعها نقطة! علّمني العام أنّ أختم توقيعي بالصدق، ورغم الوجع! ببسمة!🌷الدكتور محمّد أحمد حمّود 31/12/2020