إنّك جميل! ولكن، ليس باستطاعتك تحصين جسدك من تبدّلات العمر وقتًا طويلًا! بإمكانك أن تنجح في تأمين ما تشاء لأسرتك في حال توفّر المال: « قصر وارف»، «سيارة فخمة»، «طعام شهي»، «ملابس من ماركات عالميّة»، « سفر وسهر وولائم»، « الصور الشخصيّة والجماعيّة في المولات والساحات والشواطئ والأبراج البعيدة والقريبة»، ولكن!
كلّ هذا قد يزول في سقطة واحدة، أزمة ماليّة مستجدّة، خسارة مدوّية، إفلاس غير متوقع،،،وفاة المعيل، صدمة حياة! أليس كذلك؟
عندما نحصّن أنفسنا والأسرة بالوعي والصّبر والقناعة والاستعفاف والحرص المتّزن من دون إسراف ولو امتلكنا المال والجاه، نصقل ذواتهم بالطاقة القادرة على المواجهة والتعايش والمتغيّرات والطوارئ، نضع أمامهم النّماذج الواقعيّة الدالّة أنّ لعبة الحياة غير مأمونة، وأنّ الزينة المادية قد تتلفها العواصف في لحظة غير مضمونة، وأنّ القوّة هي في ما نمتلك من حصانة داخليّة تجعلنا قادرين على المواجهة واستيعاب الأزمات وتخطّي الأشواك الكثيرة التي ستُرمى أمامنا يومًا،،، بذلك نكون قد أدّينا دورًا ما مُهمًّا في مَهمة تعزيز بناء القواعد المتينة الراسخة القادرة على حمل أثقال وأعباء ما قد يكون، لا الاكتفاء في وضع المساحيق الملوّنة الآنيّة التي تُقبّح ولا تُجمّل حينما تتناثر وتزول في أوّل مواجهة مع الريح والماء والشمس والحياة!… د. محمد حمّود.