بقلم د. محمدّ حمّود! نظّفوا أمثال هؤلاء من الوزارات والإدارات والمكاتب الفخمة، وخذوا وطنًا عظيمًا!:

بقلم د. محمدّ حمّود!

نظّفوا أمثال هؤلاء من الوزارات والإدارات والمكاتب الفخمة، وخذوا وطنًا عظيمًا!: من موظّف يتدخّل بما يعنيه وما لا يعنيه، فيصوّر نفسه بأنّه صاحب قرار قطع الأرزاق والأعناق، لأنّه نافذ سياسيّ! وموظف يُمعن في إذلال الآخرين ممّن هم دونه أو أكبر منه، فهو مدعوم سياسيّ! ومن موظف يظهر بصورة الديك الرومي المنفوش الذي يهدّد «فلان الموظف»، و«علّان الموظف»، وقد أتقن عمله في تمسيح أحذية مَن هم فوقه من النافذين كي يصل، فتحَكّم وتهَكّم وتسلَّط وأفرَغ عقده النفسيّة والجسديّة والسياسيّة والشخصيّة والوظيفيّة ما استطاع إلى ذلك من أذيّة، لأنّه مغطّى من سياسيّ! ومن موظف يحسب الوظيفة الرسميّة مُلكًا له ولأبيه وزوجه وولده وحبيبته، ومُلكًا شرعيّا وعُرْفيًّا وتاريخيًّا لتنظيمه السياسيّ!ّ ومن موظّف متعجرف تتحكّم به المزاجيّة، في حال ابتسم أو أدخلت حوريّة على قلبه السرور مرّت الأمور بالخير والحبور، وفي حال باغتته أزمة البيت، أو عكّر صفوه طارئ، خيّم على المكان الويل والثبور! أيّها الموظف مهما علَت رتبتك: عقدُك النفسية والسياسية تُفرغها في مَن يخافونك ويخشونك، ويجاملونك ويرفعونك لفظًا وقولًا وهم لك من الكارهين، ويقدّمون لك البيض واللبن والحليب والعقاقير المفيدة وغير المفيدة كي يجذبوك أو يبعدوك! لن تكون أميرًا على عزيز نفس، ولا حاكمًا على مَن يراك ألعوبة، تساند محبيك باسم السياسة، وتغضّ الطرف عنهم باسم السياسة، وتسرح وتمرح وترفع وتُدني مَن تشاء وتهوى، باسم السياسة، وتقسو وتظلم وتنتقم وتتشفّى، باسم السياسة! الرؤساء، يأتون ويذهبون ويتقاعدون ويموتون! فما بالك أنت؟ نظّفوا الوزارات والإدارات والمكاتب من أمثال هؤلاء! وخذوا وطنًا راقيًا عظيمًا وأجيالًا من ذَهَبْ! د. محمّد حمّود.