في العام 1977 وفي 15 نيسان وفي منروفيا اضاء منزل سامي عجمي وسلوى فاخوري اول مولود لهما راشد تميز راشد منذ نعومة اظافره بوسامة الوجه والتي كانت تجذب اليه اهله واقربائه فكان مدللا لديهم ويستحوز على اكبر قدر من اهتماماتهم وبدأ يتدرج في التجربة ويكتشف ما تهوى عينه . راشد وبعد خمس سنوات من ولادته طلب من أهله وباصرار على جمع اصدقائه ليشاركوه فرحة مولده . فقد لفت انتباه اهله وعلى وجه الخصوص امه الى انه يهوى التنزه والتجول والتطلع الى كل ما لم يره ولم يتعرف اليه وكانت رغباته يستجاب لها ولقد زار وهو في سن صغره العديد من البلدان وتعرف الى اثارها وجال في ارجائها واحتفظ بتذكارات جمعها منها .
لم يتوقف راشد عند هذا الحد فقد كانت روح الحماس عنده في بداية اشتعالها تسير به الى حيث الطبيعة تبسط اشجارها وتفرش ترابها وتفرح بالاطفال الاكثر صدقا على وجهها .
وبدأت الرحلة تنضج وتنمو واصبح راشد في سن يخوله ان يستطيع التنسيق بين هواياته ودراسته .
في مدرسة العاملية الجنوبية في بلدته العباسية تلقى راشد دراسته التمهيدية والابتدائية والمتوسطة وتلقى دراسته الثانوية في الثانوية الجعفرية في صور ، وعرف منذ ذلك الوقت وبشهادة اساتذته واصدقائه بفطنته وذكائه وأدبه وتهذبه واخلاقه الحلوة ، ولكي ينمي هذه الطاقة انتسب الى جمعية كشافة التربية والوطنية وبدأ يتحرك باتجاه الاوسع والاعمق ما جعل مواهب جديدة تظهر عنده ، وانطلاقا من ميله الى المغامرة والاكتشاف ولكي ينمي هذه الطاقة ويغذي هذا العقل الذي يكاد يحرمه حتى النوم والذ يحثه دائما على معرفة كل ما يدور من حوله شاركة اصدقائه بنشاطات تتعلق تارة بهواياته ومرة بدراسته ومرت الايام وانطوت السنين نافرة في ذهن راشد بذور الخير وحب الوطن مما دفع به الى المشاركة في كل ما يمثل لبنان ويبرز طاقات اهله فكشف عن موهبة جديدة خولته الانضمام الى فريق محلي في كرة السلة ، لا نبالغ اذا قلنا ان راشد لم يكن شخصا عادياً اذ انه عندما كان يسمع بشيئ جديد لم يكن ينتظر حتى يعرف عنه عن طريق الصدفة او من احد ما بل كان يسعى اليه هو بنفسه ولم يهتم يوم للمسافة فلم تكن المسافة يوما عائقاً في درب راشد فحبه للمعرفة والاطلاع وزيارة الاماكن المقدسة جعل المسافات قريبة وقريبة جداً عن هذه الروح العالية والاخلاق الراقية يحدثنا الدكتور احمد سرور من المنتدى الثقافي لبلدة العباسية ( عرفته باخلاق عالية وبروحه الحوارية الهادئة عرفته بحيويته التي لا تهدأ بتحفزه نحو التجديد والتفعيل والتطوير بوطنيته الصادقة التي لا تحك بعروبته بايمانه باسلامه المتنوع بقلبه الكبير عرفته وبعدم انفعاله مهما استفزيته بحبه لمنتداه ولأخوته واخواته في المنتدى هذا قليل من كثير مما هو عند راشد فالمعذرة على هذا الاختصار وعلى هذا القليل مما هو فيه كل ما قلته فعلا بصدق ) .
وحان الموعد وبدأ راشد يزرع في حقل اوسع في حقل ينسج مع افكاره وطموحاته وتطلعاته انضم الى الجامعة اللبنانية الامركية في بيروت فكانت الساحة امامه تشجعه على طرح افكاره وتسائلته فناقشة بعقل متنور وبهدأت الواعين وصلابة الرجال حاور في كل شيئ في الوجود في النفس والروح والرسلات والانظمة ولمنطقيته في الحوار ووعيه في الطرح التف حوله الكثير من الاصدقاء من ابناء جيله بل حتى من اساتذه والقيمين على الجامعة ، كان راشد يرتاح كثيراً في بلدته العباسية الى درجة ان كان يعتبرها كل شيئ بالنسبة اليه الام الصديق والحبيبة وعندما يغادها بحكم عمل ما يتمنى لو انه يستطيع اصطحابها معه ففيها تربى ومن خيراتها نشئ وعرف معنى المحبة والصداقة والعفوية وعرف معنى الارض والتراب والشجر والنسيم العليل لم يكن راشد يجد مكان يظلله او يحتضنه كمنزله اذ ان له ذكريات كثيرة تحمله على التعلق به ، لقد احب منزله وكيف لا وقد ضله اكثر من عشرين سنة كيف لا وقد امضى فيه اجمل ايام حياته فالذكريات لا شك كثيرة والاحلام رسمت في غرفته ، لقد كافئئ تلك الجدران التي احتضنته وقدم اليها الكثير من الهدايا وازال عنها صفة الجمود والحجر اجل جعلها مسرة للناظريين ومؤدبة باستقبالها للزائرين ، راشد حمل ريشته ورسم الحرية ورفض المحتل ، عبر عن ارادة اهله وناسه بالالوان الزاهية ، والطيور المحررة سهر ليالي طوال ليقول شيئ طالما احس بضرورة قوله وصمت واطلق العنان للفن ان يصرخ ويتكلم وفي غرفته كان راشد يحتفظ بما كان يعتبره ثروة عملات تعود الى بلدان شتى وحجار من كل بلد ذهب اليه وزارها وحفنة تراب من قبر جدته والاصداف لم يكن يستخف بشيئ وكان يحب ان يحافظ على كل تجربة له مكتوبة على الورق كامتحاناته المدرسية والثانوية والجامعية . كان ينظر اليها وكانه ينظر الى نفسه في تلك الفترة وغرفته حملت مبادئ راشد جعلها هوية انتمائه وبطاقة تعريف لمبادئه ومعتقداته وافكاره وهذا ما دفع راشد وفي الجامعة الاميركية اللبنانية الى ترسيخ الحوار فدعى وزير الثقافة والتعليم انذالك ميشال اده ليحاضر بالطلاب عن الصهيونية والصراع العربي فكانت مبادرة جريئة وعملية استحق عليه التقدير والاحترام والده كان يرى بابنه راشد ما يتمنى ان يرى اي والد عليه فكان راضيا عنه كل الرضا ويأنس بمحاكاته والاستماع اليه كذلك جده كان عندما يرى راشد يستعيد شبابه ويتهيئ ليجعل همته توازي همة راشد لانه يعلم بانه سيلاقي منه مداعبة تحتاج الى نشاط وحيوة اكبر .
صلاة راشد ، صلاة العارفين لانه اخار الله والدين عن طريق المعرفة والاطلاع وامنة والتزم بهذا النهج عن وعي وادراك فلا شك ان وقفته امام خالقه في الصلاة تتميز بالروحانية والعبودية ، عائلة سامي عجمي تكونت من ثلاثة ابناء وهم راشد وناصر وعلي عاشو الغربة وقساوتها وكافحو وعانو الكثير والجميل في الامر انهم متعاونون ومتفاهمون ومنسجمون الى ابعد الحدود ولم يقصر احدهم تجاه الاخر وكانت ادارة هذه العائلة الكريمة ناجحة بفضل وعيهم وتحملهم وصبرهم
ماذا قال اما البلدة الشيخ كاظم في راشد ( عرفناه مصليا متابع للصلاة الجماعة خصوصا يوم الجمعة وايام عطل الاسبوع الحقيقة كان راشد نموذجا للشاب والانسان المسلم والمتابعة للأمور الدينية وقضايا الناس ومهتم وكان ايضا الانسان العابد والمسلم والمتدين لم تطل للاسف معرفتنا به وكانت اياما قصيرة ومعدودة وكنا نامل ان يكون له دور وكانت اشراقة النور في حياتنا وذكرياتنا .
13 كانون اول 99 افجع بلدة العباسية بنبأ وفاة راشد اثر حادث سير نؤسف وافجع اخوته في التعبئة التربوية في حزب االله وكل من عرفه او صادفه او حتى سمع عنه فالى مقام الشهداء يا راشد