مصوّر فلسطيني يوثّق الحياة البحرية قرب شواطئ غزة

 

غزة- خاص العهد

يغوص المصور الفلسطيني محمد أسعد بين أسراب الأسماك ويتنقل بين الصخور والمناظر الخلابة داخل أعماق شواطئ بحر قطاع غزة الذي يعاني من أطول حصار شهده العالم.

شغف المصور أسعد 35 عاما بالبحر دفعه لخوض غمار صعبة لتوثيق الحياة البحرية وتوثيق أعماق البحر القريبة من شاطئ البحر الذي يبلغ طوله 40 كيلومترا.

ويعمل الفلسطيني أسعد مصورا صحفيا منذ 12 عاما حيث حصل على 10 جوائز عربية دولية ، وبدأ هواية التصوير تحت الماء منذ أعوام قليلة من خلال رحلاته واحتكاكه براكبي الموج والقوارب الشراعية.

ويقول المصور الفلسطيني إنني “أعمل أسوة بالصحفيين بتغطية الأحداث الميدانية والمجريات السياسية والحروب الإسرائيلية على قطاع غزة وتداعيات الحصار وغيرها من الأزمات”.

ويضيف المصور أسعد “هوايتي السباحة والخروج في رحلات بحرية، عندما حصلت على كاميرا من نوع “جو برو” وهي كانت جائزة من الأمم المتحدة لجأت لتصوير البحر من الداخل للتعرف على الحياة البحرية”.

وتمكن المصور الفلسطيني من صناعة فلما وثائقيا بعنوان زعانف مبتورة يكشف جانبا من حياة وظروف صيادين يمارسون هواية الصيد في بحر غزة.

ويمتد الفيلم لنحو نصف ساعة يعرض معاناة الغواصين لصديقه اشرف وياسر، وهما نموذج لشريحة متخصصة من الصيادين الذين يستعينون بالمسدس البحري في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع ومنع دخول هذه الأداة للصيد؛ فينجحان بصناعتها، إلا أنهما يصطدمان مجددا بعقبات أخرى تتمثل في صعوبة توفير لوازم الغوص الأخرى، لكنهما يجتازانها في نهاية الأمر ويتمكنان من صيد السمك لتوفير لقمة العيش.

وأوضح المصور الصحفي أن عدم توفر معدات الغوص أهم الصعوبات التي تواجه هذه المهمة، حيث أن الأدوات التي يستخدمها “زعانف، ونظارة، وكاميرا جوبرو، وبدلة غوص، والاكسجين” صعب توفرها في غزة مما يجعل الصورة تكون متواضعة، ويقول إن توفرت فتكون غالية الثمن”.

وبين أن تلوث مياه البحر يحول دون الحصول على صور جيدة، وقال “إنه ينتظر تقلب المناخ وهبوب الرياح الشمالية مع بدء موسم الخريف التي تجلب المياه النظيفة وتنقل التلوث جنوبا”.

ويأمل المصور الصحفي أن يضغط العالم على الاحتلال الإسرائيلي لإدخال مستلزمات الغوص لكي تستخدم في دورات الغطس للتعرف على البيئة البحرية، ويشير إلى لجوء صيادين مؤخرا إلى المغامرة بالغوص في البحر قبالة شواطئ غزة لصيد الأسماك هربا من قيود الحصار الإسرائيلي.

ويغوص هؤلاء الصيادين بشكل شبه يومي بحثا عن الأسماك التي تتجمع حول الصخور أو تختبئ في جحورها ضمن المساحة البحرية المتاحة لهم معتمدين على بنادق خاصة بالصيد.

ويقول المصور الصحفي “حتى المسدس البحري الذي يعتبر مسدس مدني ومداه متر ونصف يمنع إدخالها إلى قطاع غزة هناك قسوة في التعامل مع القطاع “.