لبنان بين شد الأحزمة إقتصادياً وضربات تحت الحزام سياسياً وامنياً!!

د نادر عجمي

الامور في لبنان تسير من سيء الى اسوأ فما الجديد في هذا الاسوأ؟؟ ترشيد الانفاق مرحلياً وصولاً إلى رفع الدعم في حال لم تجدِ حملات الشحادة الدولية بفتح صناديق الدعم، فضيحة تلكؤ القضاء عن انجاز تحقيق دقيق وشفاف في انفجار المرفأ ، تطيير التحقيق الجنائي المالي ، فشل تشكيل الحكومة ، مخاوف امنية من اعمال اغتيال ، الوضع المالي المعيشي الصعب، والاسوأ من ذلك هو عدم بروز اي مؤشر او معطى يشير الى انفراجات قريبة.
سبق وقلت ان من يتحمل المسؤولية هم من تعاقبوا على وزارة الاشغال، ادارة المرفأ ، النيابة العامة التمييزية، قيادة الجيش وغيرهم ، فمن حقق في النيترات قبل اسابيع من الانفجار، ومن اعطى الاوامر باقفال الثغرات ومن اقفل الملف معروف، وعاد ليفتحه ويشرف على التحقيق بإنفجار الملف الذي كان قد حفظه!! ، ومن يقول غير ذلك فهو شريك في التضليل ، فهو الحاكم بأمره وآمر التحقيق وآمر السجن وآمر السيف والميزان. الأمر واضح وبسيط لكن هناك مؤسستين خارج السؤال والمحاسبة في جمهورية لبنان العظيم القضاء والامن. TABOO#
هو ليس فساد السياسين بل فساد السلطة القضائية والأجهزة الأمنية والعسكرية فمتى فسدوا فسد كل شيء، عندما تفسد الجهة المولج اليها حفظ الامن والحقوق فسد كل شيء ، وبعد الادعاء الساذج والاستنسابي من قبل “الصوان” سقطت ورقة التوت التي تغطي فساد القضاء وتبعيته العمياء للمصالح والاهواء. واليوم هناك واجب وطني اولي هو اصلاح وتطهير هذه السلطة قبل أي شيء لأن السير بالإصلاح يلزمه عدة عمل صالحة للعمل والصلاحية اما اليوم فهذه العدة معطوبة ومنتهية الصلاحية.
جزء مما يحصل في لبنان وبطريقة مدروسة وممنهجة هو ضرب الطبقة السياسية بكاملها من اكبرها الى اصغرها، لاحظوا حجم الدعاوى القضائية، ولاحظوا حجم تفتيح ملفات الفساد في الاعلام ، فهي اصبحت شاملة للجميع ولم تستثني احد هناك جهات دولية تعمد ومنذ اشهر على ضرب هذه الطبقة وتهشيمها لتصبح هشة وتنهار في الضربة القاضية من اجل بناء طبقة سياسية جديدة قد تولد من رحم او من خاصرة الطبقة الحالية، والأيام القادمة ستثبت ان الاستبدال قادم لا محالة.
وبذكاء منسق منذ عشرة ايام قال الإعلامي الماهر ريكاردو كرم في اسئلته ما لا يريد قوله الرئيس حسان دياب الذي سأله ريكاردو بالأجوبة عن كل الذين حاربوه وعرقلوه وطعنوه خاصة ان دياب منذ شهر ونصف التزم نصف الصمت ونصف الكلام بعد الرسالة الواضحة التي وصلته عبر شخصية سياسية برلمانية ناطقة بأسماء كثيرين على شاشات التلفزة ” أنك في حال تقلت الطحشة سيتهمونك بالتقصير والاهمال في انفجار المرفأ ، وليس لديك طائفة ولا حزب يدافع عنك ويبكي عليك،،، وسيجرجورك ” . فبئس الزمن الذي يقف به محارب ومعاند ومعرقل بيانات وخطط حكومة دياب الاصلاحية متضامناً ومدافعاً تحت يافطة ” شرف الطائفة”، وبئس الزمن الذي يقف به الأدمي مُتهمأً والمُرابي الذي لعب المقامرة الكبرى بالبلد وناسها في اسواق الصناديق السوداء المانحة ليمنح الشرعية والمعنوية لحكومة حوربت من اخواتها قبل اعدائها.
وفيها احتمالين على الأرجح ، الاول تشكيلها خلال اسابيع قليلة نتيجة انكشاف الوضع المالي والاقتصادي وانكشاف اللعبة المحروقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف واقتراب انتهاء فترة السماح الفرنسية للتشكيل، والاحتمال الثاني استمرار المعاندة والمكابرة بعدم احترام اصول التشكيل من خلال التشاور والتمثيل المناسب للكتل فيها لاكثر من شهرين او ثلاثة. وللعلم إن الرئيس المكلف ليس بوارد الاعتذار وليس امامه الا البقاء رئيساً مكلفاً منتظراً الفرج الآتي من بعبدا وما وراء البحار.
وفق دراسات اعدها اكثر من مركز للدراسات تبين ان شعبية كل الاحزاب السياسية انخفضت بنسب متفاوتة بينها وفق الامكانيات والقدرات والخطاب وصدقية الولاء ، لكن المشترك الوحيد في كل القواعد الشعبية هو الاستياء والقرف من سوء الاحوال وقلة الحيلة وترقب الناس لانفراجات معيشية بصرف النظر عن التوافق السياسي، فما يهم الناس اليوم هو لقمة العيش.
من العقوبات تم ابلاغ بعض القادة بها وهذه المرة ستكون “ملونة ومتعددة ” فستشمل اسماء من جهات مختلفة ومواضيعها متعددة تندرج تحت عناوين حقوق الانسان ، فساد ، وقانون قيصر ، وهذه الموجة تلقي بثقلها على رئيس التيار الحر لأنها ستكون ضربة قاسية جدا خاصة في حال جاءت من الأم الحنون في القارة العجوز.
إن البلد كما المنطقة تعيش في مرحلة لا استقرار ولا حرب عسكرية، والكل ينتظر شكل وحجم الرد الايراني وارتداداته مع أرجحية لإمتصاصه من قبل العدو الإسرائيلي، وهناك مقولة مهمة بأن من خطط ونفذ هذه الجريمة هم الامريكان وان الموساد ليس لديه القدرة لمثل هكذا عمليات لأسباب كثيرة، وان الاتهام الايراني واضح وله رسائل امنية عسكرية سياسية وجيواستراتيجية تتعلق بسياسة “افقاد الثقة ” بقدرة الكيان الصهيوني على البقاء.
لبنانياً يتبادل الخصوم ضربات قوية فوق وتحت الحزام فاستعرت البيانات والردود ، وسلسلة التحقيقات التلفزيونية الفضائحية، والتي تهدد رؤوس الكثيرين من القادة والشخصيات والمسؤولين من مختلف المشارب التي ايضاً تلقت تحذيرات امنية من عمليات اغتيال وعليه فالكل محجور في المنازل حتى اشعار اخر.
إدارياً: إن المنظومات الأقل تعقيداً من الصعب ان تفهم المنظومات الاكثر تعقيداً.
تجارب : اكثر الالغاز تم تفكيكها بالصدفة وجزء منها فُكك بالحساب والعلم .
سياسة: ان عامل الظرف التاريخي والامر الواقع اعتبروا خلاصة اسباب بقاء الشرعية لاغلب انظمة العالم العربي.
بالواقع : ان الوضع في لبنان معقد يصعب فهمه بالإدارة، ويصعب حل الغازه بالحساب والعلم، وهو نتيجة طبيعية لظرف تاريخي واقعي ماضي و مستمر الى ما شاء الله لا يمكن فك شيفرته الا بالصدفة او بقدرة الله او بوعي شعبي فائق للطبيعة وفائق الجمال وفايت الطائفية يفيق على هذه المنظومة والنظام ويسدد لها ضربته القاضية #وعفكرة مش ضروري بثورة ممكن بالانتخابات.