المصدر : سينتيا سركيس – mtv
كما”يولّد الظلم الإجرام”، كذلك يولّد الجوع الكثير من أشكال العوز الموجعة وصولاً في بعض الأحيان إلى الإجرام.
في الأشهر والاسابيع الأخيرة، كثرت أخبار النشل والسلب في الصيدليات وعلى الطرقات، فالأزمة المستفحلة باللبنانيين جعلت أمنهم وغذاءهم في واقع خطر. قالها وزير الداخلية قبل أيام: “حصلت ثلاث عمليات سلب مجموعها 150 ألف ليرة”! الرقم صادم، ومثله الحياة التي نعيشها، والتي لم تعد تشبه “الطبيعية” بشيء.
إلا أن ظاهرة جديدة باتت تنتشر في الآونة الأخيرة، خصوصاً في السوبرماركات، حيث يبدو ان البعض بات يلجأ إلى طريقة جديدة تغنيه عن شراء ما بات عاجزاً عن دفع ثمنه، من خلال فتح بعض المعلبات والمواد بشكل سري داخل المحال، فيتذوّق منها ما شاء ويتركها مكانها على الرفوف، من دون أن يضطر لشرائها.
توالت شكاوى عدّة قبل اسبوعين إلى إحدى السوبرماركت في كسروان، بعدما اكتشف الزبائن أن علب المربى التي اشتروها كانت مفتوحة، وشبه فارغة. كذلك، فقد اكتشف الموظفون في السوبرماركت نفسها أن بعض “اكياس الشيبس” واصابع الشوكولا وجدت فارغة، كما اكياس الحفاضات وجد بعضها مفتوحاً وناقصاً.
ما تقدّم إنما يؤشر إلى حالة العوز التي وصل إليها البعض، حتى باتوا يأكلون ويشربون في السوبرماركت، بشكل غير أخلاقي، عسى ألا تكون مقدّمة إلى مشاهد مرعبة في المستقبل، حينما تصبح هذه الافعال علنيّةً، ويصبح الإجرام وسيلة القوت الوحيدة للجياع والمعوزين.