ما آخر التحليلات الغربيّة عن اغتيال فخري زاده؟ … اسرائيل ام امريكا ؟؟

بعد أقلّ من 24 ساعة على اغتيال كبير العلماء النوويّين الإيرانيّين محسن #فخري زاده، تبدو المعلومات الأوّليّة عن طريقة الاغتيال والجهة التي تقف خلفها ضئيلة. مع ذلك، ثمّة تحليلات وتقارير تشير إلى أنّ الإسرائيليّين، لا الأميركيّين، هم من يقفون خلف العلميّة. ومنها ما قدّم بعض التفاصيل المرجّحة في الاغتيال.

نقلت صحيفة “نيويورك تايمس” عن مسؤول سياسيّ أميركيّ، إلى جانب مسؤولَين استخباريّين أميركيّين، قولهم إنّ إسرائيل هي التي اغتالت العالم الإيرانيّ. لكنّ الصحيفة تشير إلى أنّه ليس واضحاً مقدار معرفة واشنطن المسبقة بتلك العمليّة، مضيفة أنّ الأميركيّين والإسرائيليّين لطالما تشاركوا المعلومات الاستخباريّة المرتبطة بإيران.

الرسالة واضحة
من جهتها، ذكرت شبكة “سي أن أن” الأميركيّة أنّ إدارة #ترامب قالت إنّها تراقب عن كثب عمليّة الاغتيال. ونقلت عن أحد المسؤولين قوله إنّ هذه العمليّة “تطوّر كبير”. وقالت الشبكة إنّ الحماية الكبيرة التي تمتّع بها فخري زاده لم تمنع اغتياله في وضح النهار بالقرب من العاصمة الإيرانيّة. “الرسالة واضحة: أعداء إيران قادرون على قتل مشاهيرها النوويّين في أيّ مكان”.

وفي 2013، ذكرت صحيفة “صنداي تايمس” أنّ العالم الإيرانيّ كان حاضراً خلال تجربة نوويّة في كوريا الشماليّة علماً أنّ الرجل قلّما كان يسافر من أجل تفادي التعرّض للاغتيال. وهذا ما يعزّز الرسالة التي أشارت إليها الشبكة الأميركيّة. كذلك، نقلت صحيفة “نيويورك تايمس” عن نائب الرئيس السابق محمد علي أبطحي تغريدة جاء فيها: “خيّمت إسرائيل هنا بطريقة سيّئة. الأحداث الأخيرة في هذه السنة توضح ذلك. يجب أن تكون استراتيجيّة إيران الأمنيّة العثور على جواسيس ومخبري الموساد”.

صاحبة المصلحة الأولى
رأى الأميركيّون والإسرائيليّون في فخري زاده الدافع الأساسيّ خلف برنامج “أمد” لبرنامج إيران العسكريّ النوويّ. وحين استعرض رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين #نتنياهو وثائق وملفّات مرتبطة بالبرنامج النوويّ ذاكراً أنّ تل أبيب حصلت عليها من داخل إيران، عرض صورة العالم الإيرانيّ قائلاً: “تذكّروا هذا الاسم… محسن فخري زاده”.

ترى الصحيفة نفسها أنّ الاغتيال “يمكن أن يعقّد بشكل عظيم خطط الرئيس المنتخب جوزف آر #بايدن لإعادة تفعيل الاتفاق النوويّ لسنة 2015 بين طهران وستّ دول أخرى”. انطلاقاً من هنا، رأى آخرون أنّ إسرائيل ستكون صاحبة المصلحة الأولى للتحرّك خلال الفترة الانتقاليّة، بما أنّ هامش الحرّيّة سيتقلّص كثيراً خلال إدارة بايدن. هذا ما كتبه الباحث البارز في “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” سايمن هندرسون أمس في صحيفة “ذا هيل” الأميركيّة.

إيرانيّون معارضون أم إسرائيليّون؟
يعتقد هندرسون أنّ التركيز على كيفيّة استغلال ترامب الأسابيع القليلة المتبقّية أمامه لضرب المشروع النوويّ أخفق في تلمّس الرواية الأكبر وهي أنّ إسرائيل ستستخدم نافذة الفرصة للتحرّك لأنّه سيكون من الصعب عليها أن تفلت بفعلتها إذا شنّت أعمالاً مشابهة خلال تولّي إدارة بايدن مهامّها.

أضاف هندرسون أنّ إسرائيل عادت إلى سياستها في اغتيال العلماء الإيرانيّين بين 2010 و 2012 على ما يبدو. وقع هجوم إسرائيليّ مفترض على منشأة نظنز النوويّة في تمّوز الماضي أدّى إلى انتكاسة في تخصيب اليورانيوم لكنّه لم يوقف طموحات إيران النوويّة.
رأى هندرسون أنّ عمليّة اغتيال فخري زاده توازي اغتيال القائد السابق لـ “قوّة القدس” قاسم سليماني. وذكر هندرسون أنّ إسرائيل عمدت في السابق إلى استخدام إيرانيّين معارضين للنظام من الذين تلقّوا تدريباً خاصّاً للقيام بهكذا عمليّات. لكنّه يضيف أنّ مهنيّة وتعقيد العمليّة الأخيرة ترجّح تورّط إسرائيليّين. ومن تداعيات ذلك، تابع الباحث نفسه، أنّه سيبرز في إيران “غضب، وربّما بعض الذعر. القمع الأمنيّ محتوم”.

رأت “نيويورك تايمس” أيضاً أنّ اغتيال فخري زاده يحمل بصمات عمليّة تمّت في توقيتها المحدّد. أشار الإعلام الإيرانيّ إلى أنّ رجالاً مسلّحين انتظروا على الطريق وهاجموا سيّارته في وقت كانت تسير في بلدة أبسارد الريفيّة الواقعة على بعد ستّين كيلومتراً شرقيّ طهران.