جريمة بشري: ‘كان يوسف قد ساعد قاتله بدفع تكاليف علاج السرطان’.. علاقة ودّ تحوّلت لجريمة قتل، وأبناء البلدة يروون القصّة.. إليكم التفاصيل

المصدر : جيني رحمه – lebanonon

جريمة قتل “شنيعة” صدمت أهل منطقة بشري ليل الاثنين بعد مقتل ابنها يوسف طوق على يد العامل من الجنسية السورية عند العائلة. أقرباء طوق وأصدقاؤه صدموا على وقع الخبر المؤلم.

فقد خسرت بشري شاب الـ29 عاما الذي ترك الجامعة وتخلّى عن مستقبله، ليكون إلى جانب عائلته ويعمل مع والده المريض في الزراعة ويبقى بقربه. فكان الأخ الأكبر، الحنون والحامي لشقيقه طوني وشقيقته المتزوجة.

ونخوته لم تترجم فقط في علاقته الطيبة بعائلته، بل أكثر. فلم يترك أحد يومًا وحضر دائما إلى جانب من يحتاجه، من طلب منه المساعدة ومن لا يطلبها، ليكون الأخ الأكبر لجميع من حوله. “رافقني إلى المستشفى لقضاء أربعة أيام مع والدي” يخبر صديق وجار يوسف المقرب، بأسف وحسرة، ويقول: “خسرنا زلمة بشرّي”.

فيوسف كان محبوبا من جميع أصدقائه الذين أكّدوا أنّ لا عداوة أو مشكلة بينه وبين أحد. حتّى أنّه كان على علاقة جيدة جدًّا بالمجرم الذي عمل كناطور في منزل عمه. “فعمد طوق دائمًا إلى تزويده بالجبنة واللبنة من مزرعتهم”، بحسب ما أفاد صديقه. حتّى أنّ طوق كان يساعد المجرم في دفع علاجه الكيميائي، حيث أنّ الأخير كان مصابًا بالسرطان.

إلّا أنّ إشكالا وقع بينهما منذ شهر، حين تكلّم مرتكب الجريمة بطريقة مزعجة واستفزازية مع والد الفقيد، ما أدّى بالأخير حينها إلى ضربه، ليقف والده بينهما منعًا من تفاقم المشكلة. وحتّى ليلة البارحة، لم يتكرّر أي إشكال بين الطرفين.
تعيش عائلة يوسف حالة صدمة، وخصوصا أمه التي شهدت، لحظة بلحظة على موت ابنها أمام عينيها. فعلم موقع LebanonOn أنّ يوسف كان برفقة والدته أمام المنزل، حين قام الناطور بإطلاق أوّل ضرب من مسدّسه في كتف طوق. ليهرب منه الأخير ويتابع “الصديق القديم” بإطلاق ثلاث رصاصات، ليقع يوسف على “الدرابزين”. فلم يكتف الناطور بزرع أربعة رصاصات في جسد طوق، فاقترب منه وأطلق الرصاصة الخامسة في عنقه.

“أنا قوصت زوزو عارف”. هذا ما قاله مرتكب الجريمة بكل هدوء بعدما اتصل بطبيب المنطقة. فاتصل الأخير بالصليب الأحمر اللبناني، الذي توجه عناصره الى الموقع ووجدوا يوسف جثة هامدة “راكعًا”.

“مات واقفا على الدرابزين”، يؤكّد صديق طوق. فمن عاش حياته ساندًا لأهله، لم يقبل الموت إلا واقفا، فخورا بما قدمه لعائلته وأصدقائه. ويتابع: “ما حدا مصدق. الكل مصدوم”.

وتابع بعصبيّة: “كان معزّزا عندما نقلوه، كان معه شي 500 عسكري”. نقل الموقوف من الجنسية السورية من بشري إلى طرابلس، بعد أن اقتحم أهل المنطقة السراي كردّة فعل على خسارتهم الأليمة الكبرى.

“مصيبة واقعة علينا كلنا” هكذا ختم صديق يوسف طوق كلامه، ليختصر معاناة أهل بشري من أهل لأقارب فأصدقاء لتوديعهم ابن السمعة الطيبة. وخسر رامز طوق ابنًا، سَنَدَ العائلة لمدى سنوات، خسر من دفع ثمن عزّة نفسه لرفضه أنّ يتوجّه أحد ما لأبيه بطريقة خاطئة ولو حتى بالكلام .